الحشد الشعبي في المنظور الأمريكي
Abstract
لم يكن بروز قوات الحشد الشعبي على صعيد المؤسسة العسكرية في العراق فجائياً وإنما جاء نتيجة للأوضاع التي مر بها العراق بعد أحداث الموصل، لتعزيز جهود القوات الأمنية العراقية في القضاء على تنظيم "داعش". ففي أوائل كانون الثاني 2014 تمكنت جماعات مسلحة تنتمي إلى تنظيم "داعش" من السيطرة على مدينة الفلوجة والرمادي وكذلك السيطرة على الكرمة وأجزاء من حديثة، وجرف الصخر، وعانه، والقائم، والعديد من المناطق الصغيرة في محافظة الأنبار. وبينما بدء الجيش العراقي يشن هجوماً واسعا ضد مقاتلي "داعش" في الأنبار، بهدف إرجاع المحافظة تحت السيطرة الحكومية، اخذ تنظيم "داعش" في مطلع حزيران بإنعاش خلاياه النائمة للتقدم نحو المناطق الوسطى والشمالية من العراق، ليتمكن في يوم العاشر من حزيران من السيطرة على مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، وما لبث إن توسع إلى شرق مدينة الموصل ليستولي على بعض المناطق والقرى في محافظة كركوك، ومن ثم إلى محافظة صلاح الدين ليستولي على مدينة تكريت ومعظم أقضية ونواحي المحافظة، وسط تراجع قدرة الجيش العراقي بسبب تعدد الجبهات القتالية وانهيار الروح المعنوية، وقد كان ذلك دافعاً لتنظيم "لداعش" للتوسيع حملته للوصول إلى بغداد، بعد إن تمكنت مجاميع مسلحة من التنظيم في السيطرة على ناحيتي السعدية وجلولاء في محافظة ديالى الذين يبعدان على نحو 65 كم من شمال شرقي بغداد.