منظورات تَصدُّع ركائز الأمن في الفضاءات الخليجيَّة: نظرية مركب الأمن الإقليمي مقاربة جديدة في إدارة المخاطر
Abstract
تحظى منطقة الخليج بأهمية استراتيجية على صعيد ما يمثّله موقعها الجغرافي المتميّز وإطلالتها البحرية على خطوط النقل العالمية. برزت أهمية المنطقة استراتيجياً بشكل غير مسبوق في العصر الحديث بعد اكتشاف مخزوناتها النفطية. ولقد كان واضحاً أن التحوّلات الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط تركت انعكاساتها على المنطقة عامة ومنطقة الخليج خاصة، إلى جانب تعزيز الخلل الحاصل في موازين القوى لصالح أطراف هوامش هذه التحوّلات والإستراتيجية مجتمعة فتحت أمام دول مجلس التعاون الخليجي ماعدا قطر وخصوصاً السعودية نافذاً من الفرص من خلال تحقيق رؤيتها على الصعيد الإقليمي وجعلتها قوة إقليمية.
الجدير بالإشارة إلى المستوى الأمني كان من عواقب تنامي سياسة المحاور العربية أو العربية الإقليمية اشتداد الخلافات بشكل تصاعدي بين المحاور الإقليمية في ظل بنية إقليمية شديدة التعقيد ،اذ تجاوزت مسألة أمن منطقة الخليج حدوده الإقليمية وكان من أبرز التطورات الإستراتيجية إنبثاقُ كيان تحالف الدول المطلّة على البحر الأحمر يعكس حالة التوتر التي تمرُّ بها المنطقة، فضلاً عن اهتزاز التوازنات القائمة وتَجَسَّدَ هذا الإتجاهُ في تأسيس أحلاف ، كان خطابُها متمحوراً حول قضايا إيران في المنطقة وإفريقيا إلى جانب تركيا. وقد فرض هذا الوضعُ السعوديَّةَ ومعها بعض دول المجلس حِيالَ التطورات في المنطقة عليها وفق معطيات نظرية مركب الأمن الإقليمي إعادة تكوين دورها عبر ضرورة الحفاظ على كيان المجلس وعلى وحدته وتوفير الحماية له وادارتها للمخاطر أمام التهديدات التي تواجهه ومحاولة شلّ فاعلية القوى الإقليمية الأخرى الصاعدة بنيَّة ومحاولة ضبط آثار الجوار الجغرافي ودفع التهديدات الأمنية خارج الإقليم .
Downloads
Published
How to Cite
Issue
Section
License
Copyright (c) 2019 علي حسين حميد
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.