التطرف الديني في العالمين العربي والإسلامي.. الأسباب والمظاهر وآليات المواجهة
Abstract
على الرغم من أن التطرف، بشكل عام، سواء على مستوى الفكر أو السلوك، هو آفة قديمة عرفتها المجتمعات البشرية عبر التاريخ لأسباب مختلفة[1]، وعانت آثارها وتبعاتها الخطِرة؛ فإن التطرف الديني هو الأكثر خطورة من بين كل أنواع التطرف الأخرى[2]، السياسية والاجتماعية والعرقية وغيرها، بالنظر إلى ما ارتبط ويرتبط به من كوارث ومآسٍ وحروب؛ خاصة على المستوى الديني والمذهبي، ومثالها البارز الحروب الدينية بين أتباع المذهبين المسيحيين البروتستانتي والكاثوليكي، التي استمرت خلال الفترة من عام 1618 إلى عام 1648، الذي شهد توقيع معاهدة وستفاليا،[3] التي وضعت أسس الدولة القومية الحديثة وأنهت هذه الحرب الدينية الدموية، التي أسفرت عن ملايين القتلى[4]، واتصاله بالمقدسات والمعتقدات الدينية؛ ما يجعل التعامل معه معقَّداً، والخلافات بشأنه حادة ودموية. ويُضاف إلى ذلك أن التطرف الديني اشتد واتسع، من حيث المجالات والفرق والجماعات والأفكار والممارسات، إضافة إلى الأخطار، خلال السنوات القليلة الماضية، بحيث أصبح مصدراً أساسياً من مصادر تهديد السلم والاستقرار في العالم؛ ولذلك فإن جانباً كبيراً من العمل من أجل تحقيق الاستقرار في المجتمعات المحلية والمحافظة على السلام العالمي هو العمل على تفكيك التطرف الديني، من حيث مضمونه وأنواعه وأسبابه وسماته، وكيفية التعامل معه، والتصدي لأخطاره.