التغير في الاستراتيجية التركية تجاه الشرق الاوسط بعد عام 2002
Abstract
أَضحى التغيير السمة المميزة للنظام الدولي لا سيّما في القرن الحادي والعشرين لدرجة انه اصبح من الصعب فهم حجم التغيير السياسي الدولي وشكله في ظل تنامي الصراع العالمي وفق مستويات مختلفة، واصبح الطرف الذي يملك القوة والقدرة الاكبر لإحداث التغيير هو المؤهل لأن يحتل مكاناً بارزاً ومتقدماً في النظام السياسي الدولي. فعرفت بيئة الشرق الأوسط الكثير من التوترات و الصراعات فباتت تعرف ببؤرة التوتر في العالم لتداخل وتقاطع المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى والفواعل الإقليمية على اختلاف توجهاتها و أيديولوجياتها في المنطقة. كانت تركيا متجهة نحو الغرب في ظل مؤسسها كمال أتاتورك، وحتى الحكومات التي تعاقبت بعده حملت التوجهات، متشبعة بالثقافة الغربية. ومع مجيء حزب العدالة و التنمية عام 2002 ذو التوجهات الإسلامية، شهدت سياستها الخارجية نقلة نوعية عبر المبادئ التي يحملها هذا الحزب على المستوى الخارجي، بعد أن كانت بمثابة دولة حاجز، أراد هذا الحزب بتوجهاته الجديدة أن يجعل تركيا دولة محورية لها إمكانية اداء دور إقليمي في منطقة الشرق الاوسط عبر الإمكانات التي تتمتع بها تركيا من مرتكزات اقتصادية و وعسكرية وجغرافية. والتوجه نحو محيطها الإقليمي العربي وفق سياسة تصفير المشاكل وإتباع دبلوماسية متعددة الأبعاد يمكنها اداء دورها في صنع التغيير المطلوب لصالح مصالحها القومية العليا في البيئة الاستراتيجية الشرق اوسطية.