جيوبوليتيك الحافة: في الصراع المستحدث على آسيا الوسطى بين روسيا وتركيا
الملخص
قد لا نجد في التاريخ الحديث علاقة بين فضائيين حضاريين يستدعيان الإشكال والمساءلة، كمثل العلاقة بين روسيا وتركيا، فلا تكاد تنعقد مقاربة جيو- سياسية بينهما، حتى تنهض ذاكرة سحيقة مَنْ التجاذب والتنافر والاختصام، ولو أن قدر الباحث في قوانين الجغرافيا والتاريخ أن ينتزع مَنْ احتدام الفضائيين ما يؤسس لتنظير مفارق في عالم الجيو- بوليتيك ومبادئ العلاقات الدولية، سوى أن ما يضاعف مَنْ جدوى درسٍ كهذا، هو بقاء عناصر الاحتدام بين الفضائيين الروسي والتركي في حالة تفاعل وامتداد منذ أول حرب ضروس خاضها العثمانيون والقياصرة في عام 1568، ومع تقادم الزمن ستتحول الحروب اللاحقة بينهما إلى ما يشبه سفراً تراجيدياً في التاريخ، إذ لم تخبُ ثقافة العداء، وإن تراجعت في أحقاب تاريخية معينة فرضتها التسويات أو اتفاقيات حسن الجوار.