فضاء الإصلاح السياسي والإقتصادي في العراق (جبر الداخل وجدل الخارج)

الملخص

الكتابة عن أحوال العراق الآن سهلة ولكن تكمن صعوبتها في التأويل، لمن يجد فيها مساساً بمصالحه سواء أكانت شخصية أم مكوناتية وحتى حزبية، وثمة صعوبة تكتنف من يقدم على سبر غور هذه الأحوال نظراً لتعقيداتها، فضلاً عما تحتضن بين تلافيفها من خبايا وأساليب وخطط وذاتية مفرطة، وتبني وصفة جاهزة لوصم الآخرين بوطنيتهم وانتمائهم وحتى مهنيتهم، فهذه الهموم هي ذاتها كانت تلازم من يحاول المجازفة في البحث في مشكلات وأوضاع العراق وتهور سلطته أبان النظام السابق، ما يميز أوضاع العراق إن هناك افتراقاً بين الخطاب السائد وما هو قائم على أرض الواقع، إذ إن غياب الثقة فيما بين الفرقاء السياسيين بجانب السعي الحثيث ما بين الكل على تقاسم السلطة والنفوذ والمنافع ومحاسن السلطة، وتجذير (الريعية النفطية ) إلى (ريعية المواقع) والمناصب ، وصولاً إلى شيوع ثقافة ريعية جديدة من خلال عد البعض إن مؤسسات الدولة ما هي إلا إقطاعات للأحزاب القابضة على السلطة كنتيجة طبيعية أفرزتها ظروف ما بعد الاحتلال، وغياب دولة المؤسسات ودولة المواطنة، هو الملامح التي تتوشح بها اللوحة السياسية ـ الاقتصادية.