العنفُ وأثره في التنشئة السياسية والاِجتماعية في العراق بعد عام 2003 الواقع والمعوقات
الملخص
إنَّ التغيّرَ السريع والمُفاجِئ الذي حصل في المجتمع العراقي في 9 / 4 / 2003 وهزيمة النظام السياسي والايديولوجي الذي حكم العراق لعقود، يُضاف إليها هزيمته العسكرية الكبرى أمام الجيش الأمريكي ودخوله بغداد، أدّى ذلك الى تحول وتغيّر سريع في وظائف المؤسسات الاِجتماعية وأهمُّها وأخطرُها المؤسسةُ الأسريَّة، إذ وجدت نفسها أيّ الأسرة، في حالة من عدم التوازن بسبب زوال القيود الاِجتماعية والسياسية والايديولوجية التي كان يفرضُها عليها النظامُ السابق، يُضاف الى ذلك بل الأخطرُ منه تعرُّضُ الأسرةِ العراقيَّةِ الى دخول التكنولوجيا الحديثة وخاصةً وسائل الاتصال والفضائيات وشبكة المعلومات الدولية وغيرها الكثير، وهذا ادى الى انشغال أفراد الأسرة بعضهم عن بعض بهذه التقنية الحديثة التي أبهرتهم كثيراً، فحصل تباعدٌ واتسعتِ الهوةُ وضَعُفتِ العلاقاتُ الاجتماعيةُ والتماسكُ الاجتماعيُّ بين أفراد الأسرة، مما أدى الى تصدّع الأسرة وتفككِها .