العلاقات الإيرانيَّة الخليجيَّة.. دراسة في معضلة الأمن
الملخص
تُعدُّ العلاقات الإيرانية الخليجية من أعقد أنواع العلاقات فيما بين الدول، وتتداخل في تلك العلاقات الكثير من التأثيرات أو المؤثرات التاريخية والسياسية، وتؤدي العوامل الدولية دوراً لا يستهان به في التأثير في تلك العلاقات وتوجيهها الوجهة التي تخدم مصالحها وليس مصالح الدول المعنية، وأي تحسن في تلك العلاقات يرافقه ويتزامن معه سلوكُ قُوى دولية تُجاه تعكير صفو تلك العلاقات، ولاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في منطقة الخليج منطقة نفوذ خاصة بها، يترافق مع هذا ان بلدان الخليج العربية بصيغة البلدان فرادى أو من خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنسجم غالباً مع الرؤية الأمريكية في تحديد شكل وطبيعة علاقاتها مع إيران.
وتُعدُّ أيُّ تفاهمات أمريكية مع إيران بمثابة ابتعاد أو تأثير في بلدان الخليج لصالح إيران، وهو ما بدا واضحاً إبان مدة حكم الرئيس الأمريكي أوباما، التي تمَّ التوصل خلالها إلى صيغة تفاهم لبرنامج إيران النووي، وهو ما عدّته بلدان الخليج العربية مؤثراً في أمنها لصالح إيران .
وبذلك فإن العلاقات الإيرانية الخليجية ستبقى رهينة سوء الفهم والتشكيك المتبادل بين أطراف العلاقة ويكون البُعد الأمني في تلك العلاقات هو الأبرز والأكثر وضوحاً، وهو ما سنحاول أن نوضّحه في هذا البحث بمحورين رئيسين.