العمليات السيبرانية الاورواطلسي ومهددات الجيوسيبرانية الروسية "رؤية في الاشتباك السيبراني الاورو-روسي"
الملخص
قد ساهم التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العقود الماضية إسهاما ملحوظا في زيادة القدرة التصارعية بين القوى المتضاربة في مضامير السياسية الدولية، حيث احدث الصراع والتنافر الاستراتيجي بين القوى الاورواسيوية من جهة وروسيا الاتحادية من جهة أخرى الى بلوج نوع جديد من الصراع والتصاعد الاستراتيجي بأبعاده جديدة من خلال بلجوج جيل جديد من أدوات الصراع والاشتباك والذي غير أن هذا التوصيل والاتكال المتزايدين قد أحدث أيضا طائفة واسعة من التحديات الجديدة، من هجمات الحرمان من الخدمة وسرقة الملكية الفكرية إلى الهجمات على الشبكات الحكومية والهياكل الأساسية الحيوية.
ظلت الصراعات التقليدية والقوة العسكرية تحددان لفترة طويلة طبيعة الصراعات الدولية بين روسيا ومنظومة الاوراطلسية، إلا أن اتساع تأثيرات العامل التكنولوجي في السياسات الدولية، بعد انتهاء الحرب الباردة، أضاف أبعادا أخري للقوة العسكرية، حيث تلاشت الفواصل والحدود بين ما هو مدني وعسكري، ومن ثم، أخذت الصراعات سمات غير تقليدية، سواء من حيث الفاعلون، أو القضايا، أو ديناميات التفاعل في عالمنا الرهن، ومع بروز الفضاء الإلكتروني أو السيبراني كساحة للصراع العالمي، واجهت المفاهيم التقليدية، مثل الصراع، والأمن، والقوة، والسيادة، تحديات واضحة، خاصة لجهة مدي ملاءمتها، أو حتي تكيفها مع طبيعة التفاعلات في الواقع الافتراضي، لذا، برزت الحاجة إلي مداخل ورؤي نظرية أكثر قدرة علي تفسير طبيعة التغيرات التي ألحقتها الحقائق التكنولوجية بهذه المفاهيم.