دور الاعتدال والوسطية في تحقيق الاستقرار السياسي في العراق
الملخص
شهد العراق بعد عام 2003 أحداث عنف وتحولات شديدة الخطورة على مختلف الصُعد، إذ ان الإرث الاستبدادي الذي خلفه النظام السياسي السابق، وفشل القيادات السياسية في إدارة الدولة بعد نيسان 2003، كان عاملاً رئيساً في عدم تحقيق الاندماج السياسي والاجتماعي بين أبناء البلد الواحد، وعدم القدرة على بناء دولة المؤسسات القادرة على تعزيز روح المواطنة والتسامح، الامر الذي دفع بالأفراد الى اللجوء نحو تغليب الولاءات والانتماءات الفرعية الضيقة كالقبيلة والطائفة والقومية مبتعدين بذلك عن الدولة ومؤسساتها، وهو ما جعل الولاء للعناوين الفرعية هو الولاء الرئيس على حساب الولاء للوطن والدولة.
ان تجاوز آثار الماضي وتداعياته السلبية، يتطلب بناء الثقة بين مختلف اطياف الشعب العراقي من خلال إرساء مفاهيم الاعتدال الموضوعي والوسطية الفكرية والسياسية، والابتعاد عن طرح الاهداف والمتطلبات التعجيزية او غير الممكنة عملياً عبر التقارب والتسامح وبناء الثقة المتبادلة ونسيان آلام الماضي وصولاً الى تجذير مفهوم التعايش السلمي في إطار الوطن الواحد.