محددات العلاقات الصينية- الامريكية .. بين التفرد والتعدد
الملخص
بات التفاعل بين الوحدات الدولية في عالمنا المعاصر، يتخطى الإقليمية ويتجاوز أبعادها وانعكاساتها، وهذا يعتمد على الوزن الجيو استراتيجي أو الجيو اقتصادي لكل دولة، من حيث قوتها وتأثيرها في البيئة الدولية، ولعل الانموذج الذي يحاول البحث التركيز عليه، هو ما ينطبق على التفاعلات بين القطبين الرئيسين اقتصادياً (الصين والولايات المتحدة الأمريكية)، وهي بالحتم ستنعكس على تشكيل النظام الدولي، وطبيعة العلاقات بين الدول، سواء في مستويات تحالفها أم تعاونها أم في خلافاتها وصراعها.
إن ما يطفو على سطح العلاقات الدولية وبخاصة للقطبين الاقتصاديين الكبيرين، يعكس بوضوح تام، الدفاع المستميت للولايات المتحدة الأميركية عن موقعيتها الاقتصادية أولاً، والسياسية.. الخ تالياً، والتي تسيدت فيها للمرحلة الممتدة من 1945 حتى الآن، ولكونها ظلت قائدة للمنظومة الرأسمالية ونواتها، من جهة، والاقتصاد الأكبر على مستوى العالم، ومالك السوق المالية العالمية، وتختص عملته بكونها عملة التسويات الدولية، هذه الميزات التي استحوذت عليها الولايات المتحدة على وقع مخرجات الحرب العالمية الثانية، قد دافعت عنها بقوة ايديولوجياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وحتى ثقافياً.