الردع الصاروخي الفلسطيني بين التفرد النوعي وتوازن الرعب الإستراتيجي
الملخص
إنَّ "الردع" (Deterrence) قديم بقدم الإنسان فهو دلالة على القوَّة الّتي لا تستخدم أحياناً، فمنذُ بداية تاريخ العلاقات بين الأمم بدأ ظهور الردع حيث يقدر المعتدي بين مدى المجازفة وبين الفائدة الّتي سيحصل عليها، أو التلويح باستخدام القدرة التقليدية لإيقاع التأثير المطلوب إزاء المقابل, ولتحقيق الأهداف المطلوبة الّتي يسعى إليها الرادع، وقد ورد مُصطلح "الردع" في مختار الصحاح بمعنى الكف والزجر, فيُقال: ردعه عن الشيء "فارتدع", أيّ كفه فكف, وبابه قطع، أمَّا معجم اللّغة العربيَّة فقد جاء فيه: ردع، يردع ردعاً، فهو رادع والمفعول مردوع, مثلاً: ردع الوالد ولده عن الكذب, أيّ زجره وكفة ومنعه عنه. وقد استخدم العرب المسلمين الردع على نطاق واسع, إذ أشار القرآن الكريم إلى أهميَّة الردع حيث يقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" سورة الأنفال الآية (60)،