واقع الديمقراطية التوافقية في مملكة بلجيكا الدروس المستفادة
الملخص
إنً واقع تبني مفهوم الديمقراطية التوافقية الذي يدور حوله نقاش واسع يشير إلى إنً هناك مشكلة اجتماعية وثقافية او دينية ومذهبية، ويتم تبني هذا النوع من الديمقراطية لمعالجة هذه المشكلة سياسياً من خلال تقاسم السلطة بين الجهات أو الاطراف الاجتماعية المختلفة، وقد ساعدت البنى الاجتماعية والثقافية لاسًيما الاختلاف اللغوي في بلجيكا إلى تبني الديمقراطية التوافقية للحفاظ على وحدة الدولة، فالعامل الاجتماعي المتمثل بالاختلاف اللغوي كان من أهم العوامل للدفع باتجاه تبني النهج التوافقي، وقد انعكس الاختلاف الاجتماعي على الواقع الدستوري والسياسي والذي أدى إلى قيام وترسيخ التوافقية البلجيكية، ففي الجانب الدستوري اعتمد النظام الفيدرالي كسمة من سمات الحكم التوافقي وكان للدستور اثر مباشر في تثبيت الحكم التوافقي فضلاً عن الفيدرالية لا سيما فيما يتعلق بتشكيلة الحكومة التي تقسم بين الناطقين بالهولندية والفرنسية والهدف هو توزيع السلطة بين المكونين الرئيسيين، اما الجانب السياسي كان للأحزاب السياسية دور مهم في الذهاب نحو التوافقية في الحكم بعدما تحولت الاحزاب من المستوى الوطني إلى المستوى الاقليمي، وبهذا يكون الواقع الاجتماعي والدستوري والسياسي مهيئ للأخذ بالنهج التوافقي الذي كان له دور في تبني سياسات أسهمت في نوع من الاستقرار النسبي.