اختلال الأمن الدولي في ضوء التهديدات المستجدة: (الهجرة غير الشرعية والأوبئة انموذجا)
الملخص
تُعد الحقبة الدولية الراهنة حقبة انبثاق اخطار وتحديات جديدة وغير مسبوقة لكثرتها وتعدد مصادرها وتداخل مسبباتها وصعوبة التعامل معها أو فصلها عن بعضها، ومنها -على سبيل المثال- المشكلات الناتجة عن تدهور البيئة واختلال توازنها وتغيرات المناخ والتلوث والتصحر والجفاف ونضوب الموارد الطبيعية وتفاقم أزمات المياه والزيادات السكانية المفرطة وعدم كفاية الموارد الغذائية المتاحة، وما لذلك كله من تأثيرات بيئية مدمرة في ظروف الحياة الانسانية في مناطق واسعة من العالم، هذا فضلاً عن انتشار الأوبئة والفيروسات الفتاكة الغامضة العابرة للحدود كـ (كوفيد- 19)، وغيرها مما قد يستجد منها مستقبلاً، وتمدد وتفاقم اخطار الإرهاب الدولي، والجريمة المنظمة، وظاهرة الاتجار بالبشر، والتجارة الدولية للمخدرات، وانتشار الحروب الأهلية المسلحة التي تؤدي في احوال كثيرة الى افشال الحكومات واسقاط الدول واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فيها، ولتعدد مصادر التهديد المستجدة التي احدثت خللاً في توازن الأمن الدولي سيقتصر البحث بالتركيز على متغيرين فقط هما الهجرة غير الشرعية، والأوبئة وتحديداً (كوفيد -19 المستجد).
تعود أهمية البحث، بوصفه موضوعاً متجدداً ومستجداً على الساحة الدولية، في ضوء نتائج المستجدات الدولية في إطار فهم وإدراك التغير في مفهوم الأمن لما يكتسبه من أهمية علمية وعملية، وهذا ما نحاول الاجابة عليه بعد طرح المشكلة التالية: إلى أي مدى أسهمت الأنماط المستجدة للتهديدات في اختلال ميزان الأمن العالمي؟ وفي سبيل ذلك اتبع الباحث منهجية مركبة باستخدام منهج تحليل النظم ومنهج دراسة الحالة، ولبلوغ الأهداف العلمية والعملية للبحث، تم تقسيمه على ثلاثة محاور، تضمن المحور الأول تطور مفهوم الأمن، والتعرف على اهم التهديدات المستجدة للأمن، اما المحور الثاني فتعرضنا فيه الى ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فيما تناول المحور الثالث الأوبئة المستجدة وتأثيرها في اختلال الأمن الصحي العالمي.