السيبرانية.. "الماهية – الخصائص – الفواعل – الأَبعاد الاستراتيجية"
الملخص
أَصبحت السيبرانية كغيرها مِن المجالات التقليدية ميداناً جديداً مِن ميادين الصِراع، لها مفهومها وعناصرها وخصائصها وفواعلها، فضلاً عن أَبعادها الاستراتيجية. إذ ادخلت الفواعل الدولية في فوضى مفاهيم السيبرانية ومكامن قوتها وعناصرها، فضلاً عن طرائق توظيفها بين ما هو مُفيد أَو مُسبِباً للضرر. فإِلى جانب قوة الدولة الصلِبة والناعِمة ظهرت القوة السيبرانية التي أَصبح لها تأَثيرها على المستويين المحلى والدولي، وأَدت إِلى تعدُد مستويات القوة بين الفاعلين دون حصرها بالدولة.
وأَصبح واضِحاً لدى الفواعل الدولية أَنَّ من يمتلك آليات توظيف البيئة السيبرانية يصبح في عالم اليوم الأَكثر قدرة على تحقيق التأَثير في سلوك الفاعلين المُستخدمين لهذه البيئة، هذا ما عمل على إِدخال العالم في آليات ومفاهيم جديدة وصِراعات مُتجددة من التهديدات والحروب السيبرانية.
ومِن هُنا؛ يهدُف البحث إِلى تقديم إطار نظري عن مفهوم السيبرانية والمفاهيم المُرتبطة بها واستعراض أَهم خصائصها وتحديد أَشكالها وعناصرها وفواعلها وأَنماط الحروب السيبرانية، وأَبعادها الاستراتيجية عبر ثلاثة محاور رئيسة تناول الأَول: ماهية السيبرانية والمفاهيم المُرتبطة بها. أَما الثاني فتعرض إِلى خصائص الفضاء السيبراني (الإِلكتروني) وعناصرهُ. أَما المِحور الثالث فتطرق إلى فواعل الفضاء السيبراني وأَبعادهُ الاستراتيجية.