الشعبوية والديمقراطية الليبرالية
الملخص
إنّ العلاقة ما بين الشعبوية، والديمقراطية كانت دائماً موضع نقاش وتقصي بين الباحثين، لان هناك اختلاف بين الشعبوية، والديمقراطية الليبرالية، فالشعبوي يمكن أن يكون ديمقراطي، ولكنه يتعارض مع النموذج الديمقراطي الليبرالي، الذي ينتج نوعاً من الحكومات القائمة على مبدأ السيادة الشعبية وحكم الأغلبية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تؤكد على حقوق الأقليات التي تتناقض مع الشعبوية إذ يرى الشعبويون أن لا شيء ينبغي أن يقيد إرادة الشعب، ولذلك عادةً ما يعارضون الهيئات المنتخبة والمؤسسات القضائية، والقواعد التي تسعى إلى تعزيز الفصل بين السلطات، وبناءً على ذلك تستغل الشعبوية التوترات المتأصلة في النموذج الليبرالي الذي يحاول إيجاد توازن متناغم بين الإرادة الشعبية، والدستورية، وبالتالي، ينظر بعض إلى الشعبوية كشكل من أشكال التطرف الديمقراطي، بمعنى انه يصور الشعب على أنه الجهة الوحيدة صاحبة الحق في صياغة الحقوق، والواجبات، والقواعد الإجرائية التي تُنظم ممارسة السلطة.