الدولة الوطنية في الفكر السياسي الغربي يورغن هابرماس-نانسي فريز أنموذجاً
الملخص
تطرح فكرة العمومية العديد من المفارقات التي ترتبط بالشأن العام ولأن التفكير الفلسفي يخضع وفقاً لقضايا الوجود البشري، كما أن العمومية تشكل مفهوماً متداولاً في الفلسفة السياسية الغربية المعاصرة نجد أنها تمثل الأساس في الترابط الحميمي بين الإنسان (الذات المفكرة) وبين الآخرين والعالم ولأن الشأن العام يفرض علينا اليوم الوقوف على كل أبعاد العمومية من منظور الفلسفة والسياسة.
وإذا كانت دولة المدينة تشترط تحديد الإنسان (المواطن) فأن الدولة ذاتها تشترط التمييز بين المجال العام والخاص وتوظيفه وفقاً للفضاء العمومي والذي عبّر عنه هابرماس بأنه يشكل العقل النقدي الذي يوظف الفضاء (تجمع الجمهور يمتلك رأياً عاماً نقدياً) وبين الدعاية التي تستعمله الدولة لتوجيه الرأي العام، فأن هذا الفضاء يشكل حلقة وصل مع المجال العام والخاص الذي عبّرت عنه فريزر بأنه أساس للتفكير في العمومية ضمن ما أسمته (حياة فعل) وذلك لرصد التحولات في البنيات الاجتماعية وما رافقها من تحولات في الفعل السياسي.
إن التفكير في العمومية (الفضاء العمومي) يعود إلى كانط والذي يوظف استعمال العقل وفق الجرأة أو القوة، والتي تفرض الشجاعة والاستقلالية والمسؤولية والإرادة، ولكن أي استعمال ممكن للعقل؟ ويعني به الاستعمال الخاص والاستعمال العام الذي عبّر عنه هابرماس بالعمومية أو الفضاء العمومي الذي يرتبط بالفعل السياسي للدولة أو الممارسة السياسية بواسطة التأطير للرأي العام والدعاية والذي يحكم الفعل الإنساني التواصلي في كل زمان ومكان ويفرض الفعل التواصلي عن طريق الحوار والمناقشة والتداول وما يفرضه من سجال وهي تعد اسهامات في الفكر السياسي الغربي المعاصر.