الدلالات النظرية المعاصرة لمفهوم التطرف
الملخص
يعوّق التطرف ووليده الإرهاب مسيرة الشعوب والأمم، ويسيطرُ بأفكاره الهدّامة على النفوس والعقول حتى تصبح معولَ هدمٍ يأتي على حضارات الشعوب والأمم وابداعاتها حتى يجعلها حصيداً خامداً وكأنها لن تسعى للخير أو تبني لنفسها يوماً، ولا يهدد التطرف السلم المجتمعي والحياة العامة والعلاقات بين الناس فحسب؛ بل السلم والأمن الدوليين، خصوصاً إذا ما تحوّل من الفكر والتنظير إلى الفعل والتنفيذ، وقد انتشر هذا التحول من الفكر الى الفعل عبر التأريخ في العديد من دول العالم، من بينها الدّولة العراقية، واستُعملت التنظيمات المتطرفة كلّ أسلحة التَّطَرُّف المولّدة للإرهاب، فضّلاً عن اعتماد تقنيّات واساليب فكريّة جديدة تستهدف التّحوّل باتّجاه ما أصبح يعرف دولياً بالتَّطَرُّف العنيف، ما سبب صراعاتٍ دموية تجتمع لديها الاجندات السياسية والايديولوجية والاجرامية، واظهرت قدرتها على استغلال العلاقات المعطلة داخل المجموعات الاجتماعية في الدولة، والتي عملت على تمزيق النّسيج الاجتماعيّ وزرع التّفرقة بين صفوف أبناءه، ما أدى إلى تراجع حالة التعايش السلمي والمنظومة الأمنية للدولة ابعادها كافة، وإنّ التّراكمات الّتي يسببها التَّطَرُّف وجدالات الانقسام التي تمتدّ وتترسّخ وتتمثّل بحروب عقليّة داخليّة تطيح بكلّ سياسات التّعايش والتكامل الوطني القائمة على الوسطية والاعتدال وقواعد المنافسة الثّقافيّة والحوار والتّسامح الفكريّ والتّوافق على مشتركات ثقافيّة وطنيّة؛ تدعونا إلى تحديد مفهوم التطرف معرفياَ واهم الارتباطات المفهومية ذات العلاقة، فضلاً عن توضيح سمات الشخصية المتطرفة، وهذا ما سيركز عليه هذا البحث.
