التنافس الصيني الأمريكي وتداعياته على النظام العالمي

الملخص

     استهدف المقال دراسة وتحليل طبيعة العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في فترة ما بعد الحرب الباردة، حيث تم الاعتماد المنهج المقارن لمقارنة الفترات التي مرت بها العلاقات بين البلدين وطريقة تدبير الأزمات والقضايا الخلافية بينهما، وعلى المنهج التحليلي للتطرق بالدراسة والتحليل للعلاقات بين البلدين المتسمة بالتعقيد والتناقض، ولرصد جوانب التنافس والتعاون بين البلدين في أبعادها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وقد ارتكزت محاور المقال بصورة أكبر على القضايا الخلافية بين البلدين للوقوف على أسباب ومسببات حالة الصراع والتنافس المستمر بين البلدين. وخلص البحث إلى ان العلاقات بين البلدين يشوبها القلق والحذر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية مخافة فقدانها لمركز الزعامة على رأس النظام العالمي، قلق يقابله طموح الصين وسعيها الى التمركز في الريادة وفرض سياسة الأمر الواقع معتمدة في ذلك على موقعها الاستراتيجي والرأس المال البشري والقوة الاقتصادية والعسكرية لتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة والحد من التواجد الأمريكي.  كما تم التطرق أيضا الى سياسة الاحتواء المتبعة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية التي تروم تحقيق نوع من التقارب والتعاون مع الصين من خلال تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين، فالصين هي بمثابة سوق استهلاكية ضخمة للمنتجات الأمريكية، في مقابل ذلك تستفيد الصين من الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الأمريكية اليها. وخلص المقال في نهايته الى استشراف مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية وإمكانية الانتقال من النظام العالمي الأحادي القطبية الى النظام الثنائي القطبية.