توجهات الإستراتيجية الأميركية نحو الصين وجنوب شرقي أسيا
الملخص
منذ بدء إدارة أوباما الثانية والتوقعات والتحليلات حول دورها ومهامها، تكتسب مع كل يوم زخماً وأهمية، ولاسيّما أن الرئيس الأميركي في فترة ولايته الثانية يكون متحرراً من عبء إعادة الانتخاب، وعادة ما ينصرف إلى تثبيت مكانته ودوره وإنجازاته المميزة، ليترك ما يعرف في المصطلح الأميركي- Legacy- أي إرث يخلده ويضعه في قائمة سجل الرؤساء البارزين والعظماء، وأوباما الذي نجح في مدَّة ولايته الأولى في تجنب الاندفاع نحو شن حروب خارجية أو الدخول في مواجهات بأقاليم النزاع في العالم، وانسحب من العراق وبدأ لخفض القوات في أفغانستان، وركز على الشؤون الداخلية، واستنزفه الصراع مع الجمهوريين في الكونجرس،لا يعتزم خوض حروب ومواجهات مع القوى المناوئة لأميركا، سواء كانت إيران أو كوريا الشمالية. ولا الدخول في مواجهات تـُذكـّر بالحرب الباردة مع روسيا، أو الانهماك في تصفية حسابات مُكلفة مع الصين، إلا إذا فرضت عليه التطورات والظروف الضاغطة من أي من تلك القوى، وضعاً يُهدد المصالح والزعامة الأميركية التي لن تتخلى عنها واشنطن بسهولة، والسياق هنا يعني خاصة الصين التي برزت عملاقاً اقتصادياً، بطموح يؤهلها لمنافسة أميركا(1).