الأزمة الأوكرانية وسمات التغيير في التوازن الدولي
الملخص
أطاحت (انتفاضة) الأوكرانيين بالرئيس يانكوفيتش الموالي لروسيا، وأعاد البرلمان الأوكراني العمل بدستور سنة 2004، الذي يعزز مَنْ سلطتي البرلمان ورئاسة الحكومة، وأسقط قانون منع التظاهر، وأصدر قانون بالإفراج عن يوليا تايموشنكو، إيذاناً بخروج البلاد مَنْ الفلك الروسي، والدخول في الفلك الأوروبي، ردت روسيا ومؤيدوها باحتلال برلمان منطقة القرم، وتشكيل حكومة جديدة موالية لموسكو، وباستفتاء حول مصير (القرم)، لكن لا يبدو أن أمام روسيا الكثير مَنْ الخيارات؛ فهي لا يمكنها العودة لأوكرانيا إذ يرفضها الملايين، وأنه لا يمكنها القبول بهذه الهزيمة الاستراتيجية، لهذ يعد التحرك العسكري الروسي في القرم رد محدوداً على خسارة جيو سياسية كبرى، وبالمقابل لا يبدو أن الفريق الغربي أحسن حالاً، فأقصى ما يستطيع فعله هو معاقبة روسيا دبلوماسيًا وماليًا واقتصادياً وهذا ما سنعرضه في هذه الأوراق.