العودة الأميركية للعراق .... مقاربة استراتيجية
Abstract
لا شك أن العراق يعد مصلحة حيوية أمريكية، إذ أن احداث عام 2003 وما تلاه ليس بالبعيد، فقد توضح للجميع أن المصالح الأميركية في هذا البلد كبيرة، يرتبط بعضها بالنفط والبعض الآخر بالجوانب الأمنية والاستراتيجية. إن الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى تتسيد الهرم الدولي، وأن استمرارها في قمته هو غاية استراتيجيتها، والاستمرار وتزعمها لهذا الهرم له يفرض عليها تكاليف كبيرة، فمنظريها والداعمين لاستمرار الهيمنة الأميركية يبررون ذلك في أطار النظرية المثالية، على عد أنها ليس كباقي الامبراطوريات التي فنيت، فهي تحاول أن تقدم نفسها كحامي للقيم الإنسانية والمدافعة عن الديمقراطية، إلا أن الواقع الذي يمكن ملاحظته، هو أن سلوك هذه الامبراطورية هو في أطار النظرية الواقعية في العلاقات الدولية القائمة على المصلحة والقوة. وفي أطار المصلحة والقوة عملت الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال استراتيجيات ومبادئ عدة منذ الحرب الباردة إلى يومنا هذا للحفاظ على مصالحها، وكان من أهم هذه الاستراتيجيات والمبادئ (استراتيجية الاحتواء- مبدأ ترومان- مبدأ كارتر- الحرب الاستباقية والوقائية..الخ).