التغير و التغيير في النظام الدولي:إطار مفاهيمي
Abstract
على الرغم مما يتردد كثيراً من أننا نعيش في عالم متغير, فإن ذلك لا يعني أن التغير خصيصة ينفرد بها العالم المعاصر او أن خصلة يتميز بها هذا الزمان من غير من الأزمنة، فالحقيقة التي لا مراء فيها أن التغير سمة أساسية من سمات الحياة و أحد مقوماتها الرئيسة التي لا تبدل ولا تتحول التي عبّر عنها الفلاسفة قديماً بقولهم: إن كل شرع متغير إلا التغير . بيدّ أن ما نعيشه هو أن التغير الذي طرأ على النظام الدولي المعاصر يتّسم بخصائص وصفات غير مسبوقة في تاريخ البشرية وهي سرعة حركته وتصاعد إيقاعاته وعمق تأثيره.
إن هذا الكون (أو النظام السياسي ) الذي يضمنا يموج بالحركة, ليس في كل بقعة فيه فحسب, بل في كل ذرة من ذراه, وهكذا الحياة والأحياء تزخر بالحركة والنماء أو النمو, والإنسان بشكله وجوهره يخضع للقانون الرباني .
والإنسان يعدّ جزءاً مهمّاً من مخلوقات الله، ويخضع لهذه السمة، حيث يتحرك تُجاه ذاته، وتُجاه غيره وفق المنهج الرباني, ومن خلال حركة الإنسان عبر أقرانه ينشأ التغيير على عدّ أن التغيير سمة ملازمة للحركة,وبالتالي يحدث أو ينتقل التغيير إلى المجتمع أو الدولة التي هي نتاج حركة الإنسان,مما يستوجب القول إن التغيير يتمذُ بإرادة الإنسان وفعله. لذا قال تعالى:((إن الله لا يغُير ما بقوم حتى يغٌيروا ما بأنفسهم)).